هل انتهت الحرب؟
كان هذا عنوان منشور كتبه العميد ثابت حسين صالح على صفحته بالفيسبوك. اليكم التفاصيل.
بعد أكثر من تسع سنواتٍ على الحربِ، يطرح الكثير من المتابعين والمراقبين في الداخلِ وفي الخارجِ عدة أسئلةٍ: ماذا بعدُ؟ وما جدوى الحديث عن استمرار حربٍ ضد الانقلابيين الحوثيينَ، لم تحرز فيها سلطة الشرعيةِ أي مكاسب عسكريةٍ أو دبلوماسيةٍ؟
أدرك العالمُ والإقليمُ والداخلُ أنه لم تكن هناك حربًا حقيقيةً جادةً من قبل هذه الحكومةِ وجيشها "الوطني" ضد الحوثيينَ، رغم الدعم الهائل المقدم لها من قبل التحالف العربيِ، بل إنها خسرت أو سلمت أو تراخت في الدفاع عن المناطق التي كانت تحت يدها عند بداية الحربِ عام 2015 وحتى أواخر 2017، كمحافظات البيضاء والجوف وأجزاءٍ من محافظات مأرب وصنعاء بمساحةٍ كانت تقدر بأكبر من مساحة الأرضِ التي كان يسيطر عليها الحوثيونَ في الشمالِ. حتى هذه المحافظات والمناطق التي كانت تحت مسؤولية الجيش الوطنيِ وخسرها، لم تتحرر إلا بدعم ومشاركةٍ من قوات التحالف العربيِ ومن القوات الجنوبيةِ. أما الحربُ في المجالات الدبلوماسيةِ والاقتصاديةِ والإعلاميةِ فقد كانت خاملةً وفاشلةً وجاءت نتائجها لتصب في خدمة الحوثيينَ. كانت الورقةُ الوحيدةُ الجادةُ التي استخدمها البنكُ المركزي عدن وكذلك وزارةُ النقل ضد الحوثيينَ هي بصيص الأمل في إحداث اختراقٍ حقيقيٍ يعيد للحربِ مسارها وجديتها، خاصة بعد تمكن الحوثيينَ من وقف إنتاج وتصدير النفط من محافظتي شبوة وحضرموت الجنوبيتينَ وحجز أربع طائراتٍ تابعةٍ لليمنيةِ. ورغم تواضع ومحدودية الإجراءات المتخذة من قبل البنكِ المركزيِ ووزارةِ النقل إلا أنها أصابت الحوثيينَ بالهستيريا والجنونِ، وفي نفس الوقت حظيت هذه الإجراءات بتأييدٍ سياسيٍ وشعبيٍ في الجنوبِ. ومع إدراكنا لحجم الضغوطات الخارجيةِ... إلا أننا لم نكن نتوقع أن تتخلى سلطةُ الشرعيةِ عن استخدام هذا السلاحِ الذي أثبت نجاعته في الحربِ على الحوثيينَ... استسلامٌ بدون مقاومةٍ تذكر أو مقابلٍ مجزيٍ. ويبقى سؤالٌ آخرُ عن مصدر ونوعية ومبررات الضغوطات الخارجيةِ. من الواضح والمؤكد أن المجتمع الدوليَ والمقصود هنا الدولُ العظمى كانت لها وما زالت مصلحةٌ في استمرار الصراع والحربِ، وبالتالي كانت استراتيجياتها وأفعالها تصب في عرقلة أي حسمٍ عسكريٍ أو تفاوضٍ سياسيٍ يفضي إلى حلٍ جذريٍ وشاملٍ وعادلٍ. لذلك جاءت الضغوطُ الأخيرةُ لإلغاء إجراءات البنكِ المركزيِ واليمنيةِ لإنقاذ الحوثيينَ في هذه المعركةِ التي كانوا سيخسرونها فعلاً... في مشهدٍ يعيد إلى الأذهانِ الضغوطَ التي مورست لوقف تقدم القوات الجنوبيةِ والمقاومة التهاميةِ لتحرير الحديدةِ من الحوثيينَ. وكذلك فعلت إدارةُ بايدن في رفع اسم الحوثيينَ من قائمة الجماعات الإرهابيةِ ووقف التعاون الاستخباراتيِ والدفاع الجويِ مع التحالف العربيِ، بل وتوقيف صفقات بيع أسلحةٍ كانت في طريقها لدول التحالفِ. ما هو موقفٌ وخياراتٌ كلٌ من التحالف العربيِ والقوى المناهضة للحوثيينَ وعلى رأسها وخاصة المجلسُ الانتقالي الجنوبيِ؟... سيكون هذا موضوع قراءتنا اللاحقةِ بإذن الله تعالى وتوفيقه.
تعليقات